الألم الذي يأتيك من قريب لك هو الذي قد يبني فيك الكثير من الأمور التي ليست من طبيعتك, فبعد صداقة دامت لسنوات, ضحكنا بكينا أكلنا شربنا تشاركنا الأفراح والأتراح معا , بل و المكالمات الطويلة لساعات و نحن نتحدث في كل أمورنا.. أفكارنا مشاريعنا مستقبلنا, حتى مستقبل أولادنا.. قرابة هي و صداقة , و مع ذلك بدأت هذه العلاقة تتغير, للأسف كلانا لم يستوعب الآخر بدأت هي و بدأت أنا في عدم فهم بعضنا البعض, السبب هي شدة تعلقنا في بعضنا البعض لدرجة إن إحدانا تغضب عندما تذهب الأخرى زيارة أ و تسوق دون أن تخبر الأخرى,وبدأت الحساسية و بدأ تصيد الزلات و الأخطاء, و بدأ فهم الأمور بحسب نفسية كل واحدة منا وعقليتها ،ثم قررت هي في يوم بعد مكالمة ودعنا بعضنا البعض بسلام و هدوء و لكن يبدو أن النفوس ليست بسلام, و قطعت العلاقة،لم تتصل بعدها ولم أتصل أنا كذلك،ولأدري سبب هذا الجفاء من الطرفين،فقط فسرته على أننا وصلنا لمرحلة نريد الابتعاد بعد أن زاد الاختناق من هذه العلاقة،و لسنوات امتدت لم أعد أعرف عنها شيء و هي كذلك فقط أسمع أخبارها بالصدفة من أهلها و ليس حرصا مني على السؤال عنها أو تتبع أخبارها, الأمر الذي لاحظته أنها علاقة هشة ليست مبنية على أهم أساس في علاقات الأقارب وهو صلة الرحم, لاحظت أنني لم أتأثر بل رغبت في البعد, لاحظت كيف هدأت تلك الأعاصير التي كانت في رأسي , لاحظت كيف استقرت أفكاري، تحررت من الرقيب، من الواجب, هنا تعلمت درسا في الحياة وعلمته كل من يعز علي ألانعطي بلا حدود بل يكون العطاء حسب الشخص هل يستحق العطاء بكرم وسخاء، أم يعطى فقط الاحترام و التعامل بالحسنى, أما الانصهار و الذوبان فيه فلا ألف لا, شكرا قريبتي فقد علمتيني دروسا في العلاقات لا تنسى.. و لو قابلتك بعد سنوات لك سلام باحترام دون الكلام.